تحضير نص من الكرم العربي سنة اولى ثانوي  906710849
~....تحضير نص من الكرم العربي { حاتم الطائي }....~

أولا|| قراءة عامة حول العصر الجاهلي

الناحية الزمنية : يحدد العصر الجاهلية تحديدا نسبيا من 100 الى 150 سنة قبل مجيء الاسلامي

المعاني الجاهلية
الجاهلية مصدر ورد ذكر في القران الكريم

هناك عدة معاني للجاهلية ونذكر منها
- تعني الجاهلية الفترة الزمنية قبل الاسلام
- الجاهلية تعني عبادة الوثان و الاصنام و اللهة
- الجاهلية ضد العلم الاسلام
- الجاهلية تعني الغضب و العصبية

الناحية السياسية من مظاهر السياسة في العصر الجاهلي مايلي

ا- النظام القبلي دريد بن الصمة ...( وما أنا الا من غزية ان غوتا   غويتا وان ترشد غزية أرشدي )
ب- الاحلاف
ج- الحروب حرب البويسي

الناحية الاجماعية تتألف القبلية في العصر الجاهلي من ثلاث طبقات أبناؤها ثم طبقة الموالي ثم طبقة العبيد ومن الخلعاء الذين يأتون من قبائل أخرى
الصعاليك مثل العروة بن الورد ..الخ

الناحية الدينية تعددت الاديان في العصر الجاهلي وكان اكثرها انتشارا عبادة الاصنام و الاوثان و الالهة و قد ذكر بعضها في القران الكريم مثل اللات و العزى و المناة
وكان منهم من عبد الشمس و القمر كما نجد ديانة اليهودية و النصرانية

الناحية الاخلاقية عرف عن العرب بالجاهلية مجموعة من الاخلاق الذميمة مثل شرب الخمر و لعب الميسر و أد البنات و أخذ الثأر و روح التفاخر و القتل والطبقية و يقابل ذيلك وجود اخلاق صالحة مثل الكرم و الوفاء و الشجاعة و أداء الامانة و حماية الجار و الصلح و السلم بين القبائل

الناحية الادبية
الشعر : الشعر الجاهلي ذاتي وكان اكثر انتشارا ووجودا من النثر وله اغراض متعددة مثل الوصف . الرثاء . شعر الاجتماعي . السياسي . المدح .الحكمة . الهجاء...الخ
وما وصل من الشعر الجاهلي ما يسمى بالمعلقات السبع أو العشر وأصحاب المعلقات هم عنترة بن شداد . زهير بن ابي سلمى .عبيد بن الابرص . الحارث بن حلزة . عمرو بن كلثوم .لبيب بن ربيعة .....الخ  ( المعلقات هي القصيدة الطويلة وسميت بذلك لنها كتبت بماء الذهب على أستار الكعبة أ, لانها علقت بالقلوب وهي من أجود الشعر )

النثر النثر الجاهيلي قليل وقد تمثل في أشكل التالية - بعض الاخبار التي تشبه القصص
- الامثال و الحكم
- فن الوصاية
- فن الخطابة و الرسالة
- سجع الكهان


الناحية العقلية مظاهر الحياة العقلية في الجاهلية هي اللغة و الشعر و الامثال و القصص و لا توجد علوم قائمة بذاتها في العصر الجاهلي بل توجد معارف منها معرفة الاثر . التطير ( الطائر و العكر ) . معرفة الماء. معرفة الرحلة . معرفة الطب

شرح الصيدة الشعرية لحاتم الطائي

1 - وَداعٍ دَعا بَعدَ الهُدوءِ كَأَنَّما يُقاتِلُ أَهوالَ السُرى وَتُقاتِلُه
الداعي : يقصد به الضيف ، بعد الهدو : بعد مرور زمن من الليل حيث تكون السكينة ، السرى المشي ليلا،
المعنى : أن عابر سبيل طلب منه النجدة ليلا و كان من حالته و كأنه يقاتل أهوال المشي ليلا و هذا تعبير مجازي

2 - دَعا يائِساً شِبهَ الجُنونِ وَما بِهِ جُنونٌ وَلَكِن كَيدُ أَمرٍ يُحاوِلُه
اليائس هو الذي نزلت به شدة
المعنى : أنه كان يائسا من حاله و كان يبدو كالمجنون و مابه جنون و لكن حاله هو الذي جعله كذلك ،أو كان يتظاهر بذلك ليجلب الشفقة

3 - فَلَمّا سَمِعتُ الصَوتَ نادَيتُ نَحوَهُ بِصَوتٍ كَريمِ الجَدِّ حُلوٍ شَمائِلُه
كريم الجد : ذو مكانة عند الناس
المعنى : أني لما سمعته ينادي قدمت نحوه و خاطبته بصوت لطيف و كريم طيب الخصال

4 - فَأَبرَزتُ ناري ثُمَّ أَثقَبتُ ضَوءَها وَأَخرَجتُ كَلبي وَهوَ في البَيتِ داخِلُه
المعنى : قمت بإشعال النار ليراها الضيف و يعلم بأن المكان مأهول و أخرج الكلب لينبح فيهتدي الضيف بصوته و إشعال النار دلالة على الكرم

6 - فَقُلتُ لَهُ أَهلاً وَسَهلاً وَمَرحَباً رَشدتَ وَلَم أَقعُدَ إِلَيهِ أُسائِلُه
رشدت : اهتديت عكس ضللت
المعنى : قلت له أصبحت من أهلنا و قدومك سهل علينا ليس شاق ، فقد صحبك الرشاد بعد الضلال الذي كنت فيه ، و انصرفت عنه و امتنعت عن سؤاله ، و هذا لعدم إرهاقه بالكلام ، و كذلك عدم سؤاله عن مكان قدومه وقبيلته ...

7 - فَقُمتُ إِلى بَركٍ هِجانٍ أُعِدُّهُ لِوَجبَةِ حَقٍّ نازِلٍ أَنا فاعِلُه
برك : الإبل الباركة ، هجان : الإبل البيضاء،
المعنى : هممت إلى إبل بيضاء باركة ، كنت قد أعددتها لمثل هذا اليوم يعني عند نزول ضيف عليَ

8 - بِأَبيَضَ خَطَّت نَعلُهُ حَيثُ أَدرَكَت مِنَ الأَرضِ لَم تَخطَل عَليَّ حَمائِلُه
بأبيض : يقصد السيف ،نعله : حديدة تكون في أسفل غمده ، تخطل ـ تضطرب، حمائله : علائق السيف
المعنى : أي قمت إلى إبل كرام لأذبح إحداها بسيف حاد ، إذا مس أسفل غمده الأرض خططها ،وعلائقه لا تمس الأرض كناية على طول قامة صاحبه و هو هنا في موضع افتخار

9 - فَجالَ قَليلاً وَاتَّقاني بِخَيرِهِ سَناماً وَأَملاهُ مِنَ النَي كاهِلُه
السنام : ذروة الجمل ، الني الشحم ، الكاهل مابين الكتفين
المعنى : إني لما قمت إلى ذلك البرك تذكر عادتي معه فطاف و تستر مني ببعير هو أعظمه سناما و أكثره شحما

10 - بِقَرمٍ هِجانٍ مُصعَبٍ كانَ فَحلَها طَويلِ القَرى لَم يَعدُ أَن شَقَّ بازِلُه
القرم : الجمل الشاب، الهجان : الجمل الأبيض ، طويل القرى : طويل الظهر، شق بازله أي ذبحته
المعنى : بجمل شاب كريم طويل الظهر لم يجاوز عمره تسع سنين فضربته بالسيف

11 - فَخَر وَظيفُ القَرمِ في نِصفِ ساقِهِ وَذاكَ عِقالٌ لا يُنَشِّطُ عاقِلُه
خرَّ : سقط ،وظيف القرم : ساعد الذراع، عقال : رباط تربط به الدواب ،لاينشط : لا يفك
المعنى : فسقط و اختلطت يداه برجليه و نزل به الموت الذي لا مناص منه

12 - بِذَلِكَ أَوصاني أَبي وَبِمِثلِهِ كَذَلِكَ أَوصاهُ قَديماً أَوائِلُه
المعنى : و هذه الأفعال الحميدة ليست فينا بمستحدثة و إنما ورثتها من أبي و هو ورثها من آبائه قديما

التعريف بالشاعر

هو حاتم عبد الله الطائي من قبيلة طئ إشتهر بكرمه و شجاعته حتى ضرب به المثل فقيل : " أجود من حاتم " توفي على الأرجع عام 605 م له ديوان شوي متعدد الأغراض

تقديم النص :
الكرم صفة خلقية حسنة عرف بها العربي قديما و قد أطرى الشعراء في وصفهم للكرم و الكرماء و من بينهم حاتم الطائي صاحب هذا النص

تقدير النص :
هذا الشعر ينتمي إلى ما يعرف بالشعر القصصي , موضوعه إجتماعي لأنه يعالج قضية إجتماعية و هي إكرام الضيف و حسن الضيافة .

ظاهرة الكرم التي أثارها الشاعر في قصيدته تعمل على نشر المحبة و التعاون في المجتمع إلى جانب التسامح و توطيد العلاقات بين الأفراد .

**إكتشاف معطيات النص :
-عرف حاتم الطائي بسخائه و كثرة عطائه ، و الذي دفعه لنظم هذه القصيدة هو غرس حب هذه الصفة في نفوس الآخرين من جهة ، و من جهة أخرى ليبرز ماكان للرجل العربي من كرم الضيافة و حفاوة الاستقبال...

-وصف الشاعر "هول الليل" بأهوال السرى ، و التي يعني بها المخاطر التي تواجه الذي يسر ليلا بالوحوش المفترسة ، أما "فزع الساري" فقد شبهه بالمجنون ، ذلك أنه يصرخ من شدة فزعه ، كما منحه صفة اليأس التي سيطرت على كيانه جراء تيهه في الصحراء ، و هذه كلها تعابير مجازية لجأ إليها الشاعر ليبين لنا الحالة المزرية التي آل إليها هذا الأخير بسبب الجوع و انعدام الملجأ و المأوى...

-الموقف الذي اتخذه الشاعر من عابر السبيل بعد سماعه النداء هو : الموقف المرحب المستقبل أحسن استقبال ،و الدليل كونه قام بإشعال النار و إخراج الكلب و اختيار أكرم الإبل...


-كرم حاتم صفة موروثة عن الآباء و الأجداد و البيت العاشر يبين ذلك :
بذلك أوصاني أبي و بمثله كذلك أوصاه قديما أوائله

**مناقشة المعطيات :

-توحي العبارة «ينازل، تنازله" في البيت الأول، بالمعركة العنيفة التي كان يواجهها هذا الساري، فمن شدة يأسه وجوعه حارب أهوال الليل فحاربته هي الأخرى....

-إعراب كلمة "يائسا" حال منصوبة و تدل على وضعية الساري و هو لوحده في قفار الصحراء...

-لقد حوى البيت الثالث على مجموعة من الصفات نسبها الشاعر إلى نفسه من بينها : الصوت الكريم اللطيف الممزوج بحفاوة الاستقبال...و هذا استجابة لنداء الضيف.

-وقام كذلك بتصرفات تثبت أصله و نسبه العريق و الشريف....

**تحديد بناء النص:

-الأحداث التي وردت في النص هي :

-قدوم عابر السبيل ليلا.
-استجابة الشاعر على هذا الضيف ملبيا النداء ،مرحبا أجمل الترحيب.
-لقد وظف الشاعر ضمير المتكلم بكثرة (قمت ، قلت ، أقبلت) و ذلك افتخرا و اعتزازا منه في نفسه و نسبه العربي الأصيل...

-النمط الغالب على النص هو : "النمط السردي" ذلك أن الشاعر في مقام السرد و قص مجريات و حكايات تخص كرمه و موقفه المشرف من هذا الساري...

**تفحص الاتساق و الانسجام في تركيب فقرات النص:

-ارتبطت معظم كلمات البيت الخامس بحركات الفتح لأنها توحي بحفاوة الاستقبال و الفرحة التي تنابت "حاتم الطائي" ، أما علاقة البيت الأول و الخامس فهي علاقة النخوة العربية طريقة الترحيب الجميلة التي بادل بها الشاعر الساري...

-لقد وظف الشاعر بعض الروابط جعلت قصيدته تتسم بالاتساق و الانسجام و التسلسل و من بينها : حروف العطف " الواو ، الفاء " ، الضمائر " المنفصلة و المتصلة "~أنا ، هو ، قمت ، قلت ، بمثله~

** مجمل القول في تقدير النص :

-ينتمي النص من حيث الموضوع إلى " الشعر الاجتماعي " الذي عالج ظاهرة الكرم التي كانت في العصر الجاهلي و ربطت و قوت الأفراد ببعضهم البعض...

-وظف الشاعر بعض الصور البيانية من بينها : "التشبيه" في البيت الأول و هذا ليبرز شدة فزع الضيف و من هنا فهو يعكس لنا جوانب من الحياة التي كانت سائدة في العصر الجاهلي....


أتمنى أنني أفدتكم بالتحضير هذا الدرس

ووفقكم الله في مساركم الدراسي
         
            و شكرًا

تحضير نص من الكرم العربي سنة اولى ثانوي  825034163